تسعى دائرة الأوقاف بالشارقة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال تنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية المنبثقة من المشاريع الأساسية تعزيزاً وتطويراً لآليات العمل فيها، حيث نفذت مؤخراً مبادرة ( سقيا صلاة الجمعة ) لتوفير مياه الشرب على رواد المساجد قُبيل صلاة الجمعة، كون سقيا الماء من أهم المشاريع الوقفية التي تعزز مفهوم العطاء. وصرح طالب المري مدير عام الدائرة أن المبادرة تندرج تحت مظلة مشروع سقيا الماء الذي أطلقته الدائرة منذ عام (2009)، ويضم تحته العديد من المبادرات الأخرى مثل (اقرب) و(تبريد) وتهدف جميعها إلى التكافل المجتمعي، علما أن الدائرة تتعاون لتنفيذ سقيا صلاة الجمعة مع مركز الشارقة للعمل التطوعي لتوفير المتطوعين أيام الجمعة. وأضاف : (هذه المبادرة تعزز قيم التراحم والتكافل التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف فمواسم الخير والعطاء لا تتوقف لدى دائرة الأوقاف، وهي تحرص باستمرار على إطلاق المبادرات النوعية لخدمة مختلف فئات المجتمع، حيث سيتم توفير المياه المبردة في عدد من الجوامع بإمارة الشارقة). ويمكن المساهمة لمشروع سقيا الماء عن طريق الرسائل النصية القصيرة على الرقم (2117)، أو الولوج لمنصة التبرع الالكتروني في موقع الدائرة للمساهمة بالفيزا والماستر كارد، أو من خلال أرقام الحسابات البنكية.

ضمن مساعي دائرة الأوقاف بالشارقة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال إحياء سنة الوقف، وإدارة واستثمار أموال الأوقاف الاستثمار الأمثل. دشنت الدائرة عدداً من المشاريع الوقفية الجديدة في مناطق مختلفة بإمارة الشارقة، حيث يقع المشروع الوقفي الأول في منطقة الآبار على مساحة أرض تبلغ 746.6 م2، ويتألف المشروع من عدد (2) فيلا عقارية سكنية باسم الواقف (علي بن محمد سلطان)، بلغت التكلفة الإجمالية ( 2,900,350.00) درهم، ويصرف ريعه على أبواب الخير. أما المشروع الوقفي الثاني فيقع في منطقة الغافية على مساحة أرض تبلغ 738 م2، وهو عبارة عن عدد (2) فيلا عقارية سكنية باسم الواقف (محمد عبدالكريم الرصاصي)، وبلغت تكلفته الإجمالية (2,780,620.00) درهم، ويصرف ريعه على خدمة القرآن. فيما يقع المشروع الثالث في منطقة حوشي على مساحة 900م2 لكل أرض من أصل عدد 5 أراضي وهو عبارة عن عدد (10) فلل عقارية سكنية باسم الواقف ( عبدالله سلطان عبدالله العويس) وبلغت التكلفة الإجمالة للمشروع (13,000,000.00) درهم، ويصرف ريعه على أبواب الخير. وصرح مدير عام الدائرة (سعادة طالب المري)، بأن الفلل الجديدة تتميز بطابع فني حديث تواكب التطورات العمرانية العصرية الحالية، وكما تم اختيار عناصر مناسبة لخلق بيئة مريحة للاستقرار، تلبي احتياجات أفراد المجتمع. وأكد سعادته بأن الدائرة تولي أهمية كبرى لتحقيق شروط الواقفين، وتسعى جاهدة إلى تحقيق رغباتهم وأهدافهم الخيرية، حيث يعتبر الواقفين من الشركاء الأساسيين في تحقيق الخير والإحسان لرفعة المجتمع واستدامة أصول الأوقاف وتنميتها. وأضاف (المري) نحرص على النهوض بالقطاع الاقتصادي الوقفي في الإمارة من خلال إدارة واستثمار أموال الأوقاف الاستثمار الأمثل وفق مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث يعد الوقف أداة مهمة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتنمية المجتمعات

تسلمت دائرة الأوقاف بالشارقة أوقافاً جديدة للقيام على نظارتهم وإدارتهم بعد استكمال إجراءات تثبيت الوقف في محكمة الشارقة الشرعية ودائرة التسجيل العقاري، انطلاقاً من حرص الدائرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال إحياء سنة الوقف والعناية بالأوقاف والمحافظة عليها في حدود الضوابط والأحكام الشرعية والقانونية. حيث تسلمت الأوقاف وقفان يعود الأول لفاعلة خير، وهو عبارة عن بناية تجارية في منطقة مويلح تتكون من (طابق أرضي+ 3 طوابق متكررة)، أما الوقف الثاني فيعود للواقف عبدالله سعيد المشغوني ويتكون من بناية سكنية تشمل(طابق أرضي+طابق أول) في منطقة الناصرية، واشترطا الواقفان أن يتم تسجيل الوقفين بأسمائهما في سند ملكية الوقف على أن تتم النظارة لدائرة الأوقاف. وصرح مدير عام الدائرة (سعادة طالب المري)، بأنه ريع هذه الأوقاف سيصرف على أبواب البر المتنوعة وفق رغبة الواقفين، حيث تحرص الدائرة عند نظارتها على الأوقاف الالتزام بتنفيذ شروط الواقفين تحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية، وتنفيذاً للقانون رقم (8) لسنة 2018م في شأن الوقف في إمارة الشارقة، مع مراعاة معايير الدقة والشفافية من خلال تزويد الواقفين سنوياً بالتقارير المالية بشكل تفصيلي.

في إطار سعي دائرة الأوقاف إلى تنمية حس المسؤولية المجتمعية وتوسيع قاعدة المستفيدين في مبادراتها ومشاريعها التطوعية، أعلنت الدائرة عن توسيع المناطق التي تشملها مبادرة اقرب، حيث تم افتتاح موقع جديد في ممشى محمية واسط. ويأتي هذا التوسع بسبب الإقبال الكبير من الجمهور على المشروع، فضلاً عن تنويع المناطق لخدمة كافة فئات المجتمع، وتحفيزهم على ممارسة العادات الصحية والأنشطة الرياضية، وتعزيزاً للتواصل المجتمعي والمشاركة الإيجابية في الأنشطة المجتمعية التي تحقق سعادة أفراد المجتمع. يذكر بأن مبادرة اقرب تم إطلاقها عام 2022 تحت مظلة وقف سقيا الماء، وهي تعنى بتوزيع المتطوعين للمياه بشكل مجاني على الجمهور في مناطق الأنشطة المجتمعية المتفرقة بإمارة الشارقة بالتعاون مع مركز الشارقة للتطوع، وقد بدأت المبادرة على ممشى بحر الحيرة في مرحلتها الأولى، وتتمركز حالياً في حديقة مويلح وحديقة المحطة بالإضافة إلى موقع ممشى محمية واسط الذي تم افتتاحه مؤخراً.

انطلاقاً من سعيها الحثيث في تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال استحداث مشاريع تنموية مبتكرة تساهم في الارتقاء بالوقف ونشر سنته، أطلقت دائرة الأوقاف بالشارقة مشروع مسجد كل عام، الذي تتبلور فكرته بمشاركة الأفراد للمساهمة في بناء عقارات وقفية يخصص ويصرف ريعها كل عام على بناء المساجد وإعمارها، بحيث تشيد المساجد داخل وخارج الدولة سنوياً من ريع هذا المشروع ليكون صدقة جارية عن المساهمين. وقال سعادة (طالب المري) مدير عام الدائرة، جاء الحث في ديننا الحنيف على أهمية بناء المساجد ووضح عظم أجره وثوابه، قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، ويأتي هذا المشروع في إطار رؤيتنا لتعزيز الهوية الإسلامية والقيم الدينية، و تفعيل دور الدائرة المنوط بها في خدمة المجتمع.

كرم الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية دائرة الأوقاف لحصولها على المركز الثالث في جائزة الشارقة للعمل التطوعي للنسخة الـ20، وذلك تتويجاً لجهودها وإسهاماتها البارزة في دعم مسيرة العمل التطوعي ودفع العجلة التنموية في المجتمع. حيث قامت الدائرة بتنظيم العديد من المبادرات الخيرية والبرامج والفرص التطوعية، التي استهدفت شرائح متنوعة من فئات مختلفة بالتعاون مع مركز الشارقة للعمل التطوعي لتعزيز مفهوم الوقف وسنته والمساهمة في غرس حب الخير والتلاحم والتكاتف المجتمعي. وقال (سعادة طالب المري) مدير عام الدائرة، يعكس هذا التكريم التقدير والاهتمام الكبير الذي توليه حكومة الشارقة لدعم منظومة العمل التطوعي، ويوضح مدى اهتمامهم من خلال تحفيز الجهات والمؤسسات والأفراد للمشاركة بغرس هذه القيمة في نفوس أبناء المجتمع. وأضاف، نسعى في الدائرة إلى المضي قدماً على نهج حكومتنا الرشيدة التي تقوم بدور رائد في تعزيز روح العطاء والإنسانية، حتى باتت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً مشرفاً يحتذى به.